زغلول الدامور

ألقيت في حفل وداع الشاعر جوزاف الهاشم "زغلول الدامور" في صالون الدكتورة بهية ابو حمد بتاريخ 11 شباط 2018

ما دُمْتَ أنت الوزنُ والشعرُ الأجلّ
لا لستُ أرضى بالكلامِ المرتجلْ

زغلولَنا.. لم يأتِ مثلَك مبدعٌ
غنّيتَ شعراً قد يغنّيه الأزل

كم شاعرٍ جاء ولم نأبهْ به
ما أن حكى حتى تثاءبَ أو أفلْ

ما أن حكى حتّى تأفَّفَ سمعُنا
والشّعرُ من أشعاره ذاقَ الخجلْ

إلاّك يا نجمَ المعنّى والدّجى
نُصغي إليكَ العمرَ لا نخشى الملل

دامورُنا، لبنانُنا، شطآنُنا
تبكي الرحيلَ المرَّ يا فخرَ الجبلْ

سيدني، إذا واسيتَها، يا "هاشمي"
تشكو أنينَ الآخِ.. قُلْ لي ما العملْ؟ْ

ها هم رفاقُ الدّربِ، أصحابُ الوفا 
يرمونَ فوقَ النعشِ آلافَ القبلْ

قمْ ودّعِ الأصحابَ، هذا جمعهُمْ
عندَ "البهيَّة" شِعرهُم دمْعُ المُقلْ

حُزنٌ أليمٌ.. لو سمعتَ أنينَهم
لبكيتَ مثل الطفل من فيضِ الزعلْ

إنْ تسألِ الأرزاتِ عن عصفورها
دلّتْ على "الزغلول" كي يصغي الحجل

صفّارةٌ إنْ صفّرتْ يحلو لها

أن تسرقَ الأسماعَ، أو تُعطي العسلْ


والصوتُ صوتٌ رائعٌ مُسْتلهَمٌ 
والشّعرُ مثلَ الدرِّ في بحر الأمل

إنّا نحبّك.. لو سئلنا مرةً
كنّا أجبنا دون تفكيرٍ: أجل

إنّا نحبّكَ شاعراً متألقاً 
والحبُّ عندَ الغائبينَ بلا زغلْ

إنّا نحبّك، لا تسل يا شاعري 
منذ التقينا دار في الجوّ الغزل

جوزيفُ.. قل لي كيف يأتيكَ الفنا
والمجدُ أنتَ.. وأنتَ زغلولُ الزجلْ
**