سعيد عقل

يا "عقلُ" أنتَ الحرفُ والكِلَمُ
لولاكَ لمْ تسمعْ بنا الأممُ
من دمعةِ العنقود صِغْت لنا
شعراً عظيماً هابَهُ الكرَمُ
يا "زحلُ" كنتِ الحلْمَ في سفر
طافَ الدّنى.. لمْ تتعَبِ القدمُ
هذا "سعيدٌ" صوتُه عبرٌ
يُصغي إليه من بهِ صممُ
أشعاره، آدابُه، جبلٌ
ترتادُه الأوزانُ والنغَمُ
قدموسُ ناجى الحرفَ فاحتضنتْ
أيدي الورى ما صاغتِ الحكمُ
كرّمتَه، أعطيتَهُ فرحاً
حتى تهاوتْ عنده القممُ
يا قدسُ، صاحتْ نجمةٌ سطعتْ
فيروزُ.. لمّا صفَّقَ الهرمُ
القدسُ ضاعتْ، شعبُنا غنمٌ
من خوفه قد يخجل الغنمُ
غنيتَ مكّةَ، أهلَها، فَسَمَتْ
فوق الثريا.. نورُها الحَرَمُ
قل لي: لماذا ينتهي وطنٌ
عاشتْ به الأمثالُ والقيمُ؟
لبنانُنا، يا "عقلُ"، أنت لهُ
دِرعٌ، لماذا يحكمُ الصنمُ؟
أنظر إليه.. وجهُه قرفٌ
وتثورُ في أحناكِهِ الحممُ
إنّا يئسنا من تشتّتِنا
قد لفّنا في الغربةِ السّأمُ
أنظرْ إلينا شيبُنا ندمٌ
رحماكَ.. قد لا ينفعُ الندمُ
لا لم تمتْ ما جئتَ من عدمٍ
حين احتواك استيقظ العدمُ
ما زلتَ حياً بيننا أبداً
يا أرزةً يحلو بها العلمُ
**