أبو الطيب المتنبي

يومُكَ الْيَوْمَ أَكيدُ      
"مُتَنَبّي" وَتُجيدُ

يا أبا الطيّبِ مَهْلاً      
ها هُنا الْكُفْرُ يَسُودُ

ها هنا الحربُ تمادتْ
ها هُنا الموتُ العنيدُ

لَمْ نَعُدْ نَخْشى هِجاءً    
عاثَ في الأرضِ الْعَبيدُ

نَحْنُ نَحْيا كُلَّ يَوْمٍ      
دَمْعُنا للحُزْنِ عيدُ

لا وليدٌ جاءَ منّا
خافَ دُنْيانا الْوليدُ

قَدْ هَدَمْنا ما بَنَيْنا
بَيْنما الْغَرْبُ يُشيدُ

ظالِمٌ يَزْدادُ ظُلْماً
هكذا الشّرْقُ يُريدُ

أبْتَغي شَعْباً عظيماً  
لا تُدَمّيهِ السّدودُ

ليسَ يَخْشى من حدودٍ  
وِحْدَةُ الأرضِ الْحُدُودُ

أَجْمَلُ الأَلْحانِ تَخْبُو    
حينَ يُغْتالُ النَّشِيدُ

يا عظيماً نلتَ فَخْراً    
أَنْت للشّعْرِ شَهيدُ

قَدْ وَجَدْناكَ قَوياً      
أَلْفَ كافورٍ تُبيدُ

قدْ قَرَأْناكَ حَكيماً      
بِالْحِكاياتِ تَجُودُ

لا لَئيمٌ نالَ عزّاً      
لا بَخيلٌ يَسْتَفيدُ

إنْ طَواكَ الْمَوْتُ دَهْراً  
كلُّ ما قُلْتَ جَديدُ
**